الصالحون من هذه الأمة يحرصون على الخير لذا تراهم قبل دخول شهر رمضان يعكفون على كتاب ربهم يتلونه ويتدارسونه ويقبلون عليه إقبالًا جميلًا..
ويكثرون من صيام النوافل مثل الأيام البيض من كل شهر ويومي الإثنين والخميس وكذلك الإكثار من صوم أيام شهر شعبان وشهر رجب...
فيأتيهم رمضان وهم بعد في اشتياق ولهفة وحنين إلى الصوم ومكابدة ساعات الليل في القيام والتهجد والوقوف بين يدي مولاهم...
عسى أن يغفر لهم، ويتوب عليهم، ويجاهدون النفس في لذائذها وفتورها ونومها...
وكذلك يجاهدون شحها فيبذلون أنفس ما لديهم لإخوانهم الفقراء متقربين بذلك إلى ربهم ومولاهم العظيم..
فهذا هو دأب الصالحين اقتداءً بسيد المرسلين- صلى الله عليه وسلم- الذي كان يفرح لقدوم هذا الشهر المبارك ويعظمه ويهتم به أيّما اهتمام، وكان يفرغ لعبادة ربه في ليل هذا الشهر ونهاره صائمً قائمًا وخاصة في العشر الأواخر منه طمعًا في أن يصيبوا قيام ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر رجاء الدخول في رحمة الله ومغفرته...