كان ابو ذر رضى الله عنه يحدث ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال:
"فرج عن سقف بيتى وانا بمكة فنزل جبريل عليه السلام ففرج صدرى ،ثم غسله بماء زمزم،ثم جاء
بطست من ذهب ممتلئ حكمة وايمانا فافرغه فى صدرى ثم اطبقه ،ثم اخذ بيدى فعرج بى الى
السماء الدنيا".
قوله "فرج عن سقف بيتى"اى فتح.
والحكمة فيه ان الملك انصب اليه من السماء انصبابة واحدة،ولم يعرج على شئ سواء مبالغة فى المناجاة،وتنبيها على ان الطلب وقع على غير ميعاد.
ويحتمل ان يكون السر فى ذلك التمهيد لما وقع من شق صدره ،فكأن الملك اراه بانفراج السقف والتئامه فى الحال كيفية ما سيصنع به لطفا به،وتثبيتا له أفاده ابن حجر فى الفتح(1\460).
اما قوله "غسله بماء زمزم "فيه فضيلة ماء زمزم على جميع المياه.
قال ابن ابى جمرة رحمه الله:
وانما لم يغسل بماء الجنة لما اجتمع فى ماء زمزم من كون اصل مائها من الجنة ،ثم استقر فى الارض فأريد بذلك بقاء بركة النبى صلى الله عليه وسلم فى الارض.
وقال السهيلى رحمه الله:
لما كانت زمزم هزمة جبريل روح القدس لام اسماعيل جد النبى صلى الله عليه وسلم ناسب ان يغسل بمائها عند دخول حضرة القدس ومناجاته.
اما قوله "ثم جاء بطست من ذهب "الطست:
بفتح الطاء وبكسرها:اناء معروف،وخص بذلك لانه اّلة الغسل عرفا.
اما الذهب فلكونه اعلى الاوانى الحسية واصفاها ،ولان فيه خواص ليست لغيره،منها:انه من اوانى الجنة.
ومنها: انه لا تأكله النار ،ولا التراب ،ولا يصدا.
ومنها :انه اثقل الجواهر فناسب ثقل الوحى.
اما قوله :"ثم اخذ بيدى فعرج بى الى السماء"اشارة الى حدوث المعراج.
ومن هذا الحديث يتضح بلا شك ان ماء زمزم له فضل على ما سواه من الماء.
كتاب :
(معجزات الشفاء بماء زمزم)