السؤال: هل صحيح أن من رزقه الله بالبنات فأحسن تربيتهن كن له ستراً من النار؟
** يجيب الشيخ إسماعيل نور الدين من علماء الأزهر : أخبر الرسول عليه الصلاة والسلام بأن الذي يرزقه الله تعالي ببنتين فيحسن رعايتهما وتربيتهما كان قريباً من الرسول في الجنة وكذلك أخبرنا بأن من رزق ببنات فأحسن إليهن كن له ستراً من النار ولما رزق عليه الصلاة والسلام بابنته السيدة فاطمة هش لها وبش. وفرح بها وقال عنها: "ريحانة أشمها ورزقها علي الله" ويتصل بهذا ان الإسلام أمر بالعدل بين الأولاد جميعا وحذر من التفرقة في المعاملة بينهم فقال: "اعدلوا بين أبنائكم.
"اعدلوا بين أبنائكم" وقد كرر الأمر للتأكيد والتأييد.. ولما حاول بعض المسلمين أن يجعل الرسول صلوات الله وسلامه عليه يشهد علي شيء خص به بعض أبنائه دون الباقين رفض الرسول ذلك وغضب منه وقال: "لا تشهدوني علي جور إن لبنيك عليك من الحق أن تعدل بينهم" وفي حديث ثالث يقول الرسول: "اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم" والعدل ينبغي أن يكون في كل شيء لأن التفرقة حتي في الأمر السريع كالضمة أو القبلة يعد ظلماً ولقد رأي النبي عليه الصلاة والسلام رجلاً أقبل عليه ابنه فقبله وحمله وأجلسه في حجره. ثم جاءت إليه ابنته فأجلسها إلي جانبه. فلامه النبي علي ذلك قائلاً: "ما عدلت بينهما".
ومن الشاهد والشواهد الواضحة علي عناية الإسلام برعاية الأحداث اننا نجد الأئمة الأعلام من رجاله وفقهائه يعنون بالحديث عن تفاصيل العناية بالأطفال والأحداث وهذا واحد منهم وهو الامام ابن القيم الجوزية يهتم بحديث طويل عن واجبات الوالد نحو ابنه الحدث ومن هذا الحديث نقطف هذه العبارات التالية فهو يقول مثلاً: "وينبغي ألا يهمل أمر قماطه ورباطه ولو شق عليه إلي أن تقوي أعضاؤه ويصلب بدنه ويجلس علي الأرض فحينئذ يمرن علي الحركة والقيام قليلا إلي ان يصير له ملكة وقوة يفعل ذلك بنفسه وينبغي أن يجنب الطفل كل أمر يفزعه من الأصوات الشديدة الشنيعة والمناظر الفظيعة والحركات المفزعة فإن ذلك ربما أدي إلي فساد قوته".