السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: صلى الله عليه وسلم:
«الشفاء في ثلاثة: شــربة عســل أو شــرطة محجم أو كية بالنار وأنا أنهى أمتي عن الكي». رواه البخاري.
والمقصود أنه بالحجامة يعاد الدم لنصابه الطبيعي فى الجسم ، هذا بالإضافة إلى إزالة الشوائب والتالف والفاسد من الدم الهرم الذي عجز الجسم عن التخلص منه في أوانه ، مما يعود بالفائدة فى تنشيط الدورة الدموية، ويدر على الجسم وصاحبه علاجاً ووقاية من العديد من الأمراض . ومن المعروف أن الرجل البالغ إذا تخطَّى سن العشرين توقف نموه ، مما ينعكس بدوره سلبياً على نشاط الكريات الدموية ، حيث يزداد الدم الفاسد والهرم في جسم الرجل ويتمركز في أهدأ منطقة في الجسم ألا وهي الظهر، مما يعرقل سريان الدم في الجسم ، وهو ما يعوق عمل الكريات الفتية ، وهذا بدوره هو الآخر ينعكس على الجسم فيضعف ، ويصبح عرضة وفريسة سهلة للأمراض، فإذا احتجم المرء اندفع الدم النقي النشيط يغذي الخلايا والأعضاء كلها ويزيل عنها الرواسب والفضلات والغازات الضارة ، ويترتب على ذلك زال الضغط عن الجسم وزوال الأمراض ، حيث يتمتع المرء بصحة أفضل ويصبح أكثر مقاومة للأمراض.
ويشار إلى أن إن الخلل الكمي أو الكيفي في عمل كريات الدم الحمراء يظهر مشكلات كبرى خطيرة، فالدم هو العنصر الدموي النشيط والفعَّال في سير دورة الحياة والمحافظة نشيطة لأداء مهماتها على الوجه الأكمل . ولكن بعد 120 يوماً ، تغدو فى حالة هرمة وقد استُهلِكت جرَّاء العمل المتواصل فيتراجع نشاطها وتذبل وتبدأ فى الاتجاه نحو الاضمحلال فتفقد مرونتها ، وقد استحالت لكرية ميتة عالة على الدورة الدموية فتزوي مع البلايين من مثيلاتها لجدران الأوعية الدموية تعوق حركة الكريات الفتية التى تتدافعها مما يعرقل سريان الدم ، ويترتب على ذلك حدوث خلل فى الجهاز الدوري ونقص في التروية الدموية ينعكس هو الآخر على ضعف وظائف الأعضاء ، وهو ما يظهر بشكل واضح لدى كبار السن الذين تعجز أجهزتهم عن درء هذه المعضلة المتفاقمة والمترافقة بارتفاع في الضغط الدموي . وعادة ما تبحث الخثرات والكريات الهرمة عن مناطق أقل نشاطاً وحركة لتأوي إليها، وهو ما يؤدى الى تركز معظمها في منطقة الكاهل التي تعتبر أقل مناطق الجسم حيوية الإنسان ، حيث تخلو تماماً من المفاصل المتحركة . وتظهر هذه الآثار فى تفشي آلام الظهر في منطقة الكاهل . وبالحجامة فقط تستعيد الدورة الدموية نشاطها دونما معاناة من ارتفاع في الضغط ، وتستعيد كامل الأعضاء نشاطها الأمثل وهذا ما يسمونه في الطب الحديث الطب البيولوجي والذي يعتمد على تنشيط وظائف الأعضاء.