بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن الفتنة
«فتنةٌ عمياء صمّاء عليها دعاة على أبواب النار، فأنْ تموتَ وأنت عاضٌّ على جَذْلِ شجرة خيرٌ من أن تَتْبَعَ أحداً منهم».
فوائد الحديث
1. الحديث فيه إخبار من النبي صلى الله عليه وسلّم عن فتنٍ ستهجم على الناس من أوصافها أنه يضِلّ الناس فيها حتى كأنهم صُمٌّ عميان يَجْرون وراء دعاة الضلالة الذين يَجرّون الناس إلى النار جَرْي القطيع.
2. كما أن فيه وصيةً من النبي صلى الله عليه وسلّم أن لا يتبع المسلم أحداً من دعاة الضلالة ومن تجمُّعات الأحزاب التي لا تدعو بدعوة الإسلام ولا تدل الناس على طاعة الله واتِّباع هَدي نبيه صلى الله عليه وسلّم، وليس فقط أن لا يتبعَهم بل أيضاً أن لا يستجيب لهم كما عند الطبراني في الأوسط 3555 بسند حسن.
3. أنّ موت المسلم وحيداً معتزلاً دعاةَ الضلالة خيرٌ من أن يتبع أحداً منهم ولو وهو عاضّ على جذع شجرة - قال الحافظ في
(الفتح 36- قال البَيْضاوي: وعضُّ أصل الشجرة كناية عن مكابدة المشقة).
4. أوصى النبي صلى الله عليه وسلّم مراراً
في نفس الحديث - كما في بعض رواياته:
«تعلَّمْ كتاب الله واتبعْ ما فيه»
وكرر الوصية ثلاثاً في كل مرة، مما يدل على أنه لا منجاةَ للمسلم من الفتن إلا بنور كتاب الله إذا أقبل عليه متعلِّماً جاعلاً له إماماً يَتْبعُه:
بالعمل بما فيه والتلقي منه والتوجُّه بتوجيهه وجعله كتابَ الحياة ودستورَها.
اللهم احفظنا من الفِتَن واعصمنا عند المِحَن، ونوّر لنا الطريــق واهدنــــا السبيل.